الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الفكر التنويري التونسي وأثره في الثقافة العربية محور ندوة في معرض الرياض للكتاب

نشر في  05 أكتوبر 2022  (14:11)

 خصص القائمون على معرض الرياض الدولي للكتاب ضمن برنامجه الثقافي ندوة حوارية للفكر التنويري التونسي وأثره في الثقافة العربية.

هذه الندوة التي أقيمت في سهرة أمس بفضاء مسرح قرطاج بالمعرض أدارها الدكتور حمادي بن جاب الله أستاذ الفلسفة بالجامعة التونسية، وتابع خلالها الحاضرون مداخلتين لكل من المؤرخة الدكتورة ليلى تميم بليلي الباحثة المختصة في الدراسات التاريخية، والإعلامي محمد المي المشرف على منتدى الفكر التنويري التونسي.
ومثل اللقاء مناسبة تناولت فيها الباحثة والجامعية الدكتورة بليلي أسس الفكر الحداثي التونسي بدءا من أهمية الدور الذي اضطلعت به المرأة في تونس تاريخيا، وهو ما يفسر مكانة المرأة وتشبثها بالحرية ودفاعها عن حقوقها إلى اليوم. وعادت بالحاضرين إلى ظروف انطلاق تعليم البنات منذ القرن 19 مرورا بتأسيس المدرسة الحربية سنة 1840 وتدريسها العلوم ورسم الخرائط والترجمة وغيرها، مما ساهم في دخول عديد الكتب الى تونس آنذاك وفي تغيير العقليات، وصولا الى تأسيس المدرسة الصادقية التي تعتبر منبع الفكر الحداثي حيث ساهمت في تكوين شباب ساهموا لاحقا في الحركة الوطنية ومناهضة المستعمر.
وعرجت الباحثة على ظهور المجلات والصحف العربية والفرنسية نتيجة التلاحم بين المفكرين الفرنسيين والتونسيين في 1890 قبل أن تشير الى تأسيس المدرسة الخلدونية التي أصبحت منبع أسس الفكر الحداثي أيضا، كما أكدت على أهمية تأسيس مدرستي نهج الباشا ونهج روسيا لتعليم البنات وكذلك مدارس الراهبات وما لعبته هذه المؤسسات من دور فعال في تعليم الفتيات الذي تطور زمن الاستعمار وصولا الى تخرج تونسيات كثيرات في مختلف المجالات على غرار أول طبيبة عربية وهي الدكتورة توحيدة بالشيخ وأول محامية جيزيل حليمي وغيرهما.
وبينت أن إقرار إجبارية التعليم ومجانيته بعد الاستقلال كان لهما دور كبير في تحديث المجتمع التونسي إلى اليوم.
أما الباحث والإعلامي محمد المي فقد عاد بالحاضرين من خلال مداخلته إلى تأثيرات ما بلغته تونس من تنوير على بقية بلدان المنطقة العربية. وذكّر في هذا الصدد بما قام به المؤرخ العلامة ابن خلدون "شرقا وغربا" وكيف أنه كتب تاريخا مغايرا لسابقيه وأسس علم الاجتماع والعمران البشري، حيث أشع خارج الحدود وترك أثرا في الثقافة العربية والعالمية بشكل عام.
وبين كيف تواصلت جهود التنويريين التونسيين مع جماعة تحت السور الذين كان من بينهم من يكتب القصة والشعر وقد ذاع صيته وانتشرت أشعاره على غرار بيرم التونسي وأبي القاسم الشابي الذي وصفه بأنه "خرج عن السرب وأسس لقصيدة التفعيلة".
وتحدث المي عن المصلح الرائد صاحب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" الطاهر الحداد مذكرا بنضاله الكبير سواء كشيخ زيتوني أو كنقابي ومناضل وطني. وسلط الضوء على ما لقيه الحداد من انتقادات لأفكاره الداعية الى تحرير المرأة سواء من تونس أو من خارجها من قبل كتاب ومفكرين من عدة بلدان عربية. وبين كيف أن الحداد كان سباقا ويتميز بنظرة استشرافية للمجتمع وللمرأة ومازال فكره الحي وأفكاره النيرة إلى اليوم محل استلهام.